أهلاً بك ضيف | RSS


الدبلوماسيون السوريون يساندون الأسد في ظل الأزمة التي تعصف بالبلاد

أبرزهم الجعفري الذي تميزت خطاباته أمام الأمم المتحدة بالإحالات التاريخية والأدبية

لتفهم سر قوة وتماسك الرئيس السوري بشار الأسد، انظر إلى مندوبه الدائم لدى الأمم المتحدة. ففي وقت تشتد فيه الأزمة السورية، يؤكد بشار الجعفري ولاءه للأسد خلال سلسلة ممتدة من الخطابات المطولة التي وظف فيها روح التاريخ والأدب للدفاع عن دولته؛ مشبهًا الرئيس بغاندي ونيلسون مانديلا وجورج واشنطن. وزعم الجعفري أن سوريا مستهدفة وأنها تتلقى العقاب على «التزامها بالمواثيق الدولية». وقال أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: «أنا مندوب الرئيس السوري لديكم». واستمر المندوب لدى الأمم المتحدة - والدبلوماسيون السوريون حول العالم - في دعم الأسد في مواجهة الضغط الدولي الكبير. وفي الوقت الذي أحدثت فيه الثورات، التي اندلعت ضد حكام عرب مستبدين آخرين ومنهم العقيد معمر القذافي، انشقاقات واسعة النطاق، ظل السلك الدبلوماسي السوري محافظا على تماسكه ولم يتأكد حدوث أي انشقاق في صفوف القيادات به بعد. ويقول الدبلوماسيون إن الأسباب معقدة ومتنوعة، حيث تتراوح بين الخوف من انتقام النظام إلى الخوف من تفضيل الموالين للحزب الحاكم في السفارات السورية بالدول الكبرى على الذين قضوا سنوات طويلة في العمل الدبلوماسي. مع ذلك، تحافظ دمشق على استقرارها من خلال الطلب من الدبلوماسيين في الخارج إعادة أقاربهم إلى الوطن ليكونوا معرضين لأعمال عنف في حالة حدوث انشقاقات، بحسب عدد من المسؤولين والدبلوماسيين في الأمم المتحدة. وقال إبراهيم الدباشي، مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة والذي كان من أوائل الدبلوماسيين الذين انقلبوا على نظام القذافي: «لقد استفادت سوريا من تجربة القذافي. لقد تم احتجاز أسر الدبلوماسيين السوريين كرهائن.. فهذه الأنظمة لا تبالي بحقوق الإنسان، فالشيء الوحيد الذي يهتمون به هو البقاء في السلطة بأي ثمن». لاح في الأفق خلال العام الماضي بوادر تصدع في الواجهة الدبلوماسية للأسد، حيث أوردت قناة «24» في التلفزيون الفرنسي خلال الصيف أنباء عن استقالة لمياء شكور، السفيرة السورية في باريس، احتجاجا على القمع الوحشي الذي يمارسه النظام ضد المحتجين، لكنها نفت هذا النبأ تماما. وقدم دبلوماسي سوري آخر هو أحمد سلكيني، كان قد شغل لفترة منصب المتحدث باسم السفارة السورية في واشنطن، استقالته من السلك الدبلوماسي بعد إعرابه عن قلقه من إراقة الدماء في سوريا. وكتب في رسالة وداع بالبريد الإلكتروني لصحافيين في واشنطن: «تؤلمني كل قطرة دماء سورية، مع ذلك لا يزال لدي يقين بأن سوريا ستنهض من الأزمة أكثر ديمقراطية ووحدة وحرية وقوة عن ذي قبل». كذلك وردت تقارير مطمئنة عن انشقاق بعض الدبلوماسيين عن النظام دون ذكر أسماء، ومن بينهم دبلوماسي سوري أشارت إليه الصحافة التركية في نوفمبر (تشرين الثاني). مع ذلك، تربط كل من جعفري وبهجت سليمان، رئيس فرع الأمن الداخلي، الذي يرأس السفارة السورية لدى الأردن، بالنظام علاقة أقوى من أن تنحل. وقال مرهف جويجاتي، طالب سوري في جامعة الدفاع القومي وابن وزير خارجية سابق خلال عهد حافظ الأسد: «لقد قضى نظام الأسد على الدبلوماسيين المستقلين ووظف محلهم أشخاصا ينتمون إلى طائفته أو عشيرته. لن يقدم شخص مثل الجعفري على الانشقاق؛ لأن هذا سيهدد النعيم الذي ترفل فيه أسرته»، وسيخسر كل ما يحظى به من امتيازات بحكم منصبه الرفيع. ويتحدث قادة المعارضة السورية عن تواصلهم مع عدد من الدبلوماسيين السوريين الراغبين في الانشقاق عن النظام، لكنهم لا يجرؤون على اتخاذ هذه الخطوة. وقال رضوان زيادة، عضو المجلس الوطني السوري المقيم بواشنطن: «تلقينا الكثير من الرسائل والمكالمات الهاتفية التي أبدوا خلالها اهتمامهم بالانشقاق، لكنهم يخشون على أسرهم». ويتابع السوريون بيانات الجعفري الطويلة، وينشرها على صفحات الـ«فيس بوك» المؤيدون والمعارضون على حد سواء. وأشارت إحدى الصفحات إلى المفارقة التي يحملها تصريح الجعفري أمام مجلس الأمن وهو يتذكر تبرعه هو وزملاء دراسته خلال فترة الخمسينات والستينيات بمصروفهم الشخصي اليسير لحركة التحرير في الجزائر والخليج. وقال: «لقد كنا سعداء بالتبرع بمصروفنا الضئيل للمساعدة في تحرير الخليج من الاستعمار». والجعفري، الذي يبلغ من العمر 55 عاما، عضو في حزب البعث الحاكم مثل الكثير من الدبلوماسيين السوريين رفيعي المستوى. ويتميز الجعفري - ببنيته الضخمة - عن الكثير من زملائه من الدبلوماسيين السوريين بكم من الدرجات العلمية من بينها ثلاث درجات دكتوراه، واحدة منها في العلوم السياسية من جامعة السوربون في باريس، وأيضا العلاقة العائلية بإيران، فزوجته تنحدر من أصول إيرانية وولدت ابنته هناك. وتميزت خطاباته أمام الأمم المتحدة بالإحالات التاريخية والأدبية. واستمد الإلهام من «فاوست» لغوته في معرض انتقاصه من قدر الدول العربية لانضمامها إلى المعسكر الغربي ضد الشقيقة سوريا، حيث قال في إحدى خطاباته: «لا ينبغي أن يبيع الإنسان روحه إلى الشيطان مقابل المكاسب الخداعة الزائلة التي يمكن أن تبدد أمل هذا الإنسان في الحصول على الحرية أثناء ذلك». إنه يمتلك كل شيء، لكنه معزول دبلوماسيا، ويلقي خطابات مطولة تحمل انتقادات لاذعة للدبلوماسيين البريطانيين والفرنسيين والأميركيين والقطريين والسعوديين، ويصف خصومه في الخليج بالحكام المستبدين عديمي القيمة والذين لا يعرفون أي شيء عن الديمقراطية و«يمنعون النساء من حضور مباراة لكرة القدم». ولم يسلم «غوغل» من غضبه، فقد اتهم الجعفري محرك البحث العملاق الشهر الماضي بإذكاء جذوة الشقاق في سوريا بعد استخدام شخصيات معارضة تطبيق خرائط «غوغل» لإعادة تسمية الشوارع والمعالم الأخرى بأسماء أبطال الثورة ومحو كل الأسماء المرتبطة بالنظام. وتربط الجعفري بالأسد علاقة شخصية، لكن على نحو أثار الكثير من التساؤلات حول كيفية وصوله إلى الرئيس على المستوى الشخصي. وأقامت ابنته شهرزاد، خريجة مدرسة هانتر كوليدج وهي في العشرينات من العمر وتعمل مستشارة إعلامية، علاقة شخصية مع الرئيس، حيث تبادلت معه عدة رسائل شخصية أكثرها غرامية، بحسب ما أوضحت مجموعة من الرسائل الرئاسية الشخصية التي تسربت لصحيفة الـ«غارديان» وقناة «الـعربية».وكثيرا ما يستغل الجعفري ابنته كقناة اتصال، حيث تحمل رسائل دبلوماسية إلى الرئيس، متخطيا بذلك وزير الخارجية. وفي إحدى رسائل البريد الإلكتروني بتاريخ 14 ديسمبر (كانون الأول)، كشف الجعفري عن هوية دبلوماسي سوري سابق كان ينتقد النظام دون ذكر اسمه في مقابلة مع قناة «بي بي سي»، وحذر الأسد من سعيه إلى إحداث المزيد من الانشقاقات داخل النظام. وكتب الجعفري إلى ابنته في إشارة واضحة إلى الأسد، المتلقي الأخير للرسالة: «أنصحك بأن تحيلي هذا الأمر إلى أعلى جهة لينظر فيه. وأرى ضرورة في التعامل معه بكل جدية، لأنه من المؤكد أن هذا الدبلوماسي المجهول سوف يكشف عن هويته في النهاية ويصبح نجم القنوات الفضائية»، وأن هذا سيكون «دليلا على حدوث انشقاق في صفوف الدبلوماسيين، وهو ما لم يحدث حتى هذه اللحظة». ورفض الجعفري التعليق على ما ورد في هذا المقال وطلب التحقق من صحة الرسائل. وقال: «أنا أعلق على الأمور السياسية لا الهزلية».

«نقلا عن الشرق الأوسط»



  --------------------------------------------------------------------------------------------

مذكرات مبارك: سوزان طالبته بالطلاق.. والسادات وصف مخه بالتخين


السادات ومبارك قبل لحظات من اطلاق النار عليهما واغتيال الاول- 6 اكتوبر 1981
AFP
السادات ومبارك قبل لحظات من اطلاق النار عليهما واغتيال الاول- 6 اكتوبر 1981

كشفت مذكرات الرئيس المصري السابق حسني مبارك أخطر 30 عاما في حكم مصر، منذ اغتيال السادات في حادث المنصة الشهير في 6 أكتوبر 1981 وحتى 11 فبراير 2011، وهو يوم تنحيه عن الحكم بعد اشتعال ثورة 25 يناير.

وتتناول المذكرات، التي نشرت بعض الصحف المصرية فقرات منها الثلاثاء 13 مارس/آذار، العديد من الأسرار التي مرت بها مصر والمنطقة والعالم، وفي تلك المذكرات التي سجلها مبارك لصالح دار النشر البريطانية "كانون جيت" مقابل 10 ملايين دولار، نقرأ التحولات الكبيرة في حياة الرئيس السابق منذ كان طفلا صغيرا في كفر مصيلحة وشعوره بالفقر المدقع لكثرة عدد أشقائه وراتب والده الضئيل الموظف بالمحكمة.

ويذكر مبارك في تلك المذكرات أن والدته رفعت عليه يوما قضية نفقة، بسبب ظروفها المادية الصعبة، فيما حدث التحول النوعي في حياته بدخوله الكلية الجوية العسكرية في العام 1949، مما أدى إلى تحسن أحواله المادية نسبيا، غير ان راتبه لم يكن يكفي لشراء بدلة مدنية جديدة فاضطر لارتداء البدلة العسكرية باستمرار، وعندما اكتشف ذلك زملاؤه راحوا يعايرونه بفقره.

كثيرة تلك المحطات التي يقف عندها مبارك في مذكراته والتي سجلها كاتب صحافي كبير تقاضى ثمن كتابتها 250 ألف دولار، أبرزها أنه كان يتطلع الى اليوم الذي يودع فيه الفقر وينتقل في السلم الاجتماعي إلى طبقة أعلى. كما يتناول مبارك في مذكراته علاقته بزوجته سوزان ويؤكد أنها كانت قائدته في الكثير من محطات الحياة، وقد طلبت منه الطلاق مرارا خلال علاقتهما الزوجية، وعندما أصبحت سيدة مصر الأولى بعد تسلمه الرئاسة تخلت عن هذا الطلب.

واعترف مبارك في مذكراته أن الرئيس السادات كان ينوي الإطاحة به من منصب نائب رئيس الجمهورية وأنه كان يمتهنه ويصفه بأنه بطىء الفهم، ولكن اغتياله حال دون ذلك.

ولم يستبعد مبارك تورط الزعيم الليبي السابق معمر القذافي في اغتيال المعارض الليبي منصور الكخيا وموسى الصدر الزعيم الشيعي اللبناني وأشرف مروان زوج ابنة الرئيس السابق جمال عبد الناصر.

واوضح أن أسباب اغتيال منصور الكخيا تكمن في أنه كان دائم المعارضة  للقذافي  من مصر، وكان يشكل خطرا على حكمه، لذا أراد القذافي اسكاته الى الأبد، أما الصدر فلأنه انتقد القذافي كثيرا، فدعاه العقيد الى ليبيا لتناول وجبة سمك وكابوريكا، ثم ألقى بجثته في البحر. وبالنسبة لأشرف مروان، يكشف مبارك أن الدافع الرئيسي لاغتيال القذافي له هو الاختلاف على عمولات السلاح بين أشرف وأبناء القذافي، بخصوص صفقة سلاح إلى إحدى الدول الإفريقية.

وفي تصريحات صحفية حول دقة هذه المعلومات يقول الكاتب الصحفي المصري توحيد مجدي أن الرئيس السابق أراد أن يؤكد على حقيقة هامة ذكرها فى بعض هذه الأوراق المسربة وهي أنه أكبر مخدوع في التاريخ وأن جميع من كانوا يقفون خلفه خانوه وخدعوه وضحكوا عليه، كما أراد مبارك أن يدافع عن نفسه في بعض المواضع عندما قال أن السادات كان ينوي إقالته. وهذا الكلام كان يتردد من قبل، لكن المذكرات أوردت ذلك من باب التحدي وأن مبارك نجح في الوصول لكرسي الحكم رغم الخلافات السياسية ورغم امتهان السادات له ووصفه له بأن مخه "تخين" (سميك) وأنه بطىء الفهم.

وسوف تحمل هذه المذكرات الكثير من الأسرار الشخصية منها مثلا أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان يتشائم من الرقم 7 وهو نفس عدد وزراء الداخلية في عهده ونفس عدد رؤساء الوزارات التي تتابعت خلال حكمه

وفي مذكرات مبارك نقرأ محاولة القذافي تهريب المتهمين باغتيال السادات في حادث المنصة، باعتبارهم أبطالا، لأنهم قتلوا عدوه اللدود (السادات) ، الذي ضرب بنغازي بالطيران أواخر السبعينيات.


--------------------------------------------------------------------------------

اعتقال وتعذيب المعارضين السوريين بين فروع الأمن والمدارس والمستشفيات 

الأساليب تنوعت بين «الصعق بالكهرباء» و«الكرسي الألماني» و«الدولاب»

تشييع أحد القتلى في حي الخالدية بحمص

إضافة إلى مراكز الاعتقال السورية التي كانت معروفة بالنسبة إلى السوريين، ولا سيما المعارضون منهم، كان للثورة السورية منذ انطلاقتها الدور الأهم في توسيع دائرة عناوين هذه المعتقلات، لتطول مراكز عدة وأهمها السجون والمدارس والمستشفيات وحتى النوادي الرياضية، المنتشرة في مناطق عدة، وبخاصة تلك التي شهدت تحركات معارضة ومظاهرات قادها ناشطون كانوا ضحايا التعذيب على اختلاف أنواعه وأشكاله. ورغم أن تحديد أماكن هذه المعتقلات قد يبقى صعبا إلى حد كبير، في ظل استمرار الثورة وزيادة عمليات الاعتقال يوما بعد يوم، فقد استطاع عدد من الناشطين رصدها بما توفر لديهم من معلومات، وبناء على تجارب شخصية تحدثوا عنها لـ«الشرق الأوسط». كما أصدرت منظمة «آفاز» الدولية الحقوقية تقريرا خاصا، يرصد حالات تعذيب تعرض لها ناشطون سوريون في المعتقلات السورية خلال الثورة، إضافة إلى تحديد عدد كبير من مراكز الاعتقال والتي تتوزع بشكل أساسي بين «الأمن السياسي» و«العسكري» و«أمن الدولة» و«المخابرات الجوية» و«المدارس» و«المستشفيات» و«الملاجئ». ويبقى الجامع المشترك بين هذه المراكز، هو أساليب التعذيب التي تبدأ بالضرب المبرح ولا تنتهي بسحب الأظافر والصعق الكهربائي وما يعرف بـ«الكرسي الألماني» أو «الدولاب» و«إطفاء السجائر في الجسم» و«تعليق المعتقل من السقف» و«تهشيم الرأس»، إلى أن تصل في أحيان كثيرة إلى القتل. وهذا ما وضعه وسام طريف، مدير حملات «آفاز» بالعالم العربي في خانة التعذيب الممنهج، الذي يرتكز على أساليب مرعبة، ويهدف من خلالها النظام بالدرجة الأولى إلى إيصال رسالة أو إعطاء درس للناشطين ورفع حالة الذعر والخوف في أوساطهم لمنعهم من الاحتجاج. وقال طريف لـ«الشرق الأوسط»: «إضافة إلى هذه السجون الرسمية التي يتم وضع المعتقلين فيها، هناك العديد من الأماكن التي تحولت إلى معتقلات، كالمدارس والمستشفيات في حمص ودرعا ودمشق وداريا واللاذقية ودوما وريف دمشق، وقد أرسلنا تقريرا مفصلا عنها إلى لجنة المراقبين الدوليين التي كانت في سوريا، لكن النظام لم يسمح لها بزيارتها». وتضم مراكز الاعتقال بين جدرانها آلاف المعتقلين الذين يقدر عددهم بحسب «آفاز» بأكثر من 69 ألف معتقل، قتل منهم ما يزيد على 617 شخصا تحت التعذيب، وتتوزع في معظم المناطق السورية . في حمص، يؤكد أحد الناشطين من المنطقة أن ما يعرف بالسجون الأساسية الموجودة في حمص تحولت كلها إلى معتقلات، وأهمها ما يعرف بـ«فرع الأمن الجوي» الموجود على طريق حماه، و«فرع الأمن العسكري»، ويمارس في هذين المركزين أفظع أساليب التعذيب، ومن يخرج منها إما يكون ميتا، أو يتم نقله إلى الملاجئ أو المدارس أو ملاعب النوادي الرياضية المغلقة التي تحولت بدورها إلى معتقلات. أبرز المدارس التي تحولت إلى معتقلات في حمص والتي تقع في المناطق الموالية للنظام، هي بحسب أبو جعفر، «مدرسة الشهيد كاسر الضاهر»، وكل المدارس الواقعة في مناطق «الزهرا والنزهة والمهاجرين وعكرمة ووادي الذهب». وفي ما يتعلق بالمستشفيات التي تحولت بدورها إلى معتقلات، يؤكد أبو جعفر أن كلا من «مستشفى الأهلي» و«العسكري» تشكل مصيدة للناشطين، ولا سيما المصابون منهم، وقد تم أخيرا اكتشاف مقبرة جماعية لـ64 جثة من قتلى مجزرة بابا عمرو في الحديقة العامة لـ«المستشفى العسكري». كذلك، يعتبر أحد الملاجئ الموجودة في شارع الحضارة في منطقة النزهة، من أبرز الملاجئ التي تحولت إلى مراكز للاعتقال، إضافة إلى ملجأ آخر في «شارع الحميدية»، حيث حول أيضا مركز «حزب البعث» إلى مركز لاعتقال النساء . وفي حمص أيضا، ذكرت منظمة «آفاز» في تقريرها، الذي صدر في الأسبوع الأول من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، أن أبرز مراكز الاعتقال هي: قسم المخابرات الجوية الذي يقع في شارع حماه، ويحوي عددا كبيرا من معتقلي الثورة. وتم التصريح من قبل معتقل سابق بأنه كان محتجزا مع 14 معتقلا في غرفة تبلغ مساحتها 4 أمتار مربعة، وتلقت منظمة «آفاز» أدلة على أن 16 معتقلا لقوا مصرعهم فيه تحت التعذيب. وقد أظهرت الصور الفوتوغرافية آثار التعذيب على أجساد المعتقلين وأثبت بعضها اقتلاع عيونهم. ومن نجا من الموت، خرج يعاني من إعاقات جسدية دائمة بسبب التعذيب المبرح. وتتراوح فترة الاعتقال في هذه الفروع من يوم إلى 4 أيام وقد تصل في بعض الأحيان إلى أسابيع قليلة. وفي حمص أيضا، هناك «فرع الأمن العسكري» الموجود في القصير بشارع الجلال، وفرع الأمن السياسي، إضافة إلى سجن حمص المركزي، ويوجد حاليا في هذا السجن أربعة آلاف معتقل، أي ما يعادل أضعاف قدرة استيعاب السجن، إذ يتم وضع 300 معتقل في غرفة صغيرة تتسع لـ56 سجينا. ويسجن في هذا المركز عدد كبير من السجناء السياسيين. وتضيف «آفاز» كنيسة «دير مخلص» إلى لائحة هذه المراكز، وهي تقع بين «النزهة» و«دير مريجة» في باب السباع. وقال محمد، أحد الذين اعتقلوا في الكنيسة: «كنت معتقلا مع نحو 20 شخصا ثم عاد وانضم إلينا عدد كبير من المعتقلين الذين تعرضوا إلى التعذيب. هذا المركز هو مركز حجز مؤقت. أمضينا في داخله ساعات قليلة تعرضنا خلالها للضرب قبل أن يتم الإفراج عن بعضنا ونقل الآخرين إلى فرع الأمن العسكري في باب السباع. وفرع الأمن الجنائي الذي يقع في زيدل بضواحي مدينة حمص». ومن ضمن المستشفيات التي تحولت إلى معتقلات، يصف معتقلون سابقون أساليب التعذيب في «المستشفى العسكري» في حمص، بالوحشية. وكان عمر أحد المعتقلين الذين خرجوا أخيرا من هذا المستشفى، حيث اعتقل بعد إصابته، وذلك بعدما دفعت عائلته المال مقابل الإفراج عنه. وقال: «لقد تم تقييدي بالسلاسل إلى السرير. بعد اعتقالي في المستشفى تم نقلي إلى فرع المخابرات الجوية وهناك التقيت ببعض المحتجزين الذين كانوا في تلك الغرفة. وقد تم إخباري بأنه كان هناك 20 معتقلا في تلك الغرفة وقد توفي عدد منهم بسبب عدم إمدادهم بالطعام طوال فترة احتجازهم». وأضاف عمر: «في الغرفة التي حجزت فيها، التقيت بشخص مصاب في رجله، ورغم ذلك كان يتعرض للتعذيب. وكنت أرى بأم عيني الحشرات الصغيرة في جرحه. وفي المستشفى نفسه، كانوا يستخدمون المحفر لاقتلاع عيون المعتقلين واستخدموا أدوات لحرق أجسادهم. كما أنهم كانوا يستخدمون طريقة تعليق المعتقلين ورفعهم من قدميهم لعدة أيام. وأحيانا يتم تغيير أساليب التعذيب وفقا للجريمة المرتكبة.. ففي ما يتعلق بمصوري أفلام الفيديو والصور العادية يتم أحيانا كسر سواعدهم ومعاصمهم وأصابع محددة أحيانا، بالإضافة إلى اقتلاع عيونهم في بعض الأحيان». وفي العاصمة دمشق، بحسب «آفاز» هناك شارع يقع خلف مبنى الجمارك في كفرسوسة، يسمى «شارع الفروع» بسبب كثرة فروع الأمن على امتداده، وأهمها فرع المداهمات العسكرية وفرع التحقيقات العسكرية (فرع 228)، الذي يجمع بين جدران غرفه معظم العسكريين المنشقين أو أولئك الذين يظهر عليهم أي إشارة في هذا الاتجاه، كالندم على إطلاق الرصاص باتجاه المتظاهرين. وشهادة خالد التي أدلى بها إلى «آفاز» بعد خروجه من هذا المعتقل، تعتبر نموذجا واضحا عن أساليب التعذيب والحياة التي يعيشها المعتقلون، إذ قال «إحدى وسائل التعذيب في هذا الفرع هي وضع الرأس بين صفيحتين حديديتين حتى الموت. أما الطريقة الأخرى فتدعى (الكرسي الألماني) الذي يتألف من قطعتين خشبيتين تطويان على بعضهما في الوسط. في بعض الأحيان يتم ربط المعتقل على الكرسي وإغلاقه بالاتجاه المعاكس لتصل قدماه إلى رأسه وينكسر عموده الفقري ويصبح مشلولا». وأضاف «المعتقلون في فروع الأمن يحلمون بالانتقال إلى السجون التي تعتبر (الجنة) بالنسبة إليهم.. إذ إنه في فروع الأمن لا يعامل المعتقل كإنسان.. يتم تجويعنا وإهانتنا. كان هناك بعض المحتجزين من المسنين ومنهم رجل في السبعين من عمره، تعرض للتعذيب والضرب والذل أمام أعين ولديه». ويعرف «المقر العام للاستخبارات (فرع 285)»، في دمشق، بأنه مركز معتقلي الرأي. وقد كان لمنهل، أحد الناشطين في «آفاز»، تجربته الشخصية في هذا المركز حيث تم احتجازه وتعذيبه لمدة 64 يوما. ووصف منهل تجربته بـ«الكارثة»، وقال: «أخذوا مني جميع الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الثريا والفيديوهات التي كانت بحوزتي. تعرضت لأفظع أساليب التعذيب. اقتلعوا أظافر يدي وقدمي. منعوا عني الماء والطعام والدخول إلى المرحاض ومنعوني من النوم. رأيت الموت بعيني. تدمع عيناي عندما تعود هذه المشاهد إلى ذاكرتي. استخدموا الكهرباء على مناطق حساسة من جسدي، وكانوا يقولون (هذه هي الحرية التي تطالب بها). أجبروني على الاعتراف بالاتهامات التي وجهت إليّ، وهي أنني إرهابي وقتلت مواطنين وشتمت الرئيس وأدليت بأنباء غير صحيحة للقنوات التلفزيونية. وبعد كل ذلك، تم نقلي إلى مركز قوات الأمن، حيث تعرضت لأبشع أنواع التعذيب كـ(الدولاب) الذي يتم من خلاله الضرب على القدمين والرأس حتى يسيل الدم. وتم إخراجي من المعتقل بعد أن أحالوني إلى القضاء وتم الإفراج عني في 20 أكتوبر (تشرين الأول)». أما مراكز الاعتقال الأخرى في دمشق، فهي بحسب «آفاز»، «فرع مخابرات دمشق (فرع 227)»، ويحتوي على سجنين وغرفة استجواب في الطابق الأرضي، و«فرع الأمن العسكري» في ضاحية دمشق، و«مبنى الكتيبة 41 للقوات الخاصة»، و«فرع فلسطين (الفرع 235)»، و«فرع الدوريات (فرع 216) الذي يقع بالقرب من فرع فلسطين. ويتكون من عدة مبان وهناك سجن تحت الأرض في أحد هذه المباني»، و«فرع مكافحة الإرهاب»، و«فروع الأمن السياسي»، وأكثرها حدة في التعذيب هي الموجودة في «جبة». وكان رامي أحد المعتقلين السابقين في هذا الفرع، قد احتجز فيه لمدة ثلاثة أيام، وقال عن تجربته: «تعرضت للضرب المبرح المستمر بشكل متواصل. وحرمت من النوم والطعام. في بعض الأحيان كانوا يربطون بطانية حول عنقي لتعذيبي. لم يقوموا باستخدام الصدمات الكهربائية معي ولكن استخدموها أمامي مع معتقل آخر». وهناك أيضا، فرع التحقيق السياسي و«فرع الميسات»، و«سجن عدرا الرئيسي»، حيث تم فيه توثيق أسوأ حالات التعذيب. كما تأكدت منظمة «آفاز» من 14 حالة إعدام في هذا الفرع وقد تم دفن الجثث في فناء السجن. و«سجن صيدنايا السياسي» وهو تحت السيطرة العسكرية. أما المراكز الأخرى فهي «مقر أمن الدولة»، و«فرع الخطيب»، و«فرع نجها»، و«فرع أمن» في جبل قاسيون، كما أن مكتب رئيس بلدية دوما يستخدم كمركز اعتقال، و«سجن دوما»، و«سجن دوما للنساء»، و«فرع الأمن الخارجي»، و«فرع أمن المعلومات»، و«فرع أمن جنائي» يقع في ساحة الجمارك، و«سجن التل»، و«فرع المخابرات للدفاع الجوي» المعروف بأنه من أكثر مراكز الاعتقالات الوحشية في سوريا، ومعظم المحتجزين في هذا الفرع هم من القابون ، وفي حماه، يقول أبو غازي الحموي لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نحو 5 مراكز أساسية للمعتقلين والتي كانت تعتمد سابقا كسجون، إضافة إلى ما تم تحويلها إلى معتقلات، كالمدارس والمستشفيات والنوادي الرياضية. وأهمها (مركز الأمن السياسي) على طريق حلب، و(الأمن العسكري) على طريق حمص، و(أمن الدولة) في حي الشريعة، و(مركز المخابرات الجوية) في منطقة الحرش، و(السجن المركزي)». أما في ما يتعلق بالمعتقلات المستحدثة في الثورة، فهي «المستشفى الوطني» و«مجمع الأسد الطبي» الذي تحول إلى ثكنة عسكرية وانتشر على سطحه القناصة. وهناك ما يعرف بحسب أبو غازي بـ«المعتقلات الطيارة»، أي مراكز الاعتقال التي يوضع فيها المعتقلون للتحقيق معهم أيام قليلة قبل أن يتم نقلهم إلى مراكز الاعتقال الأساسية الأخرى أو يطلق سراحهم. كذلك، يؤكد أبو غازي أن عددا كبيرا من المدارس تحولت بدورها إلى معتقلات، وأهمها «مدرسة ناصح هلواني»، و«مدرسة الصناعة الثانوية» في حي الأربعين، و«مدرسة المعلوماتية»، و«مدرسة الإعداد الحزبي»، كذلك عدد من مباني المؤسسات الحكومية، مثل «مبنى الأعلاف» الذي تحول إلى ثكنة للشبيحة ويرسل إليهم المعتقلون، و«مبنى الهجرة والجوازات»، و«مبنى حزب البعث القديم» في ساحة العاصي، إضافة إلى «مسبح نادي الطليعة الرياضي»، وهو أشهر ناد لكرة القدم في حماه، حيث تحول الملعب المغلق فيه إلى معتقل. وفي حلب، ذكرت «آفاز» أن أهم مراكز المعتقلات في المنطقة هي «سجن حلب المركزي»، و«فرع أمن الدولة في حلب»، و«سجن فرع الأمن للقوات الجوية»، و«سجن قلعة حلب». وفي درعا، حددت «فرع المخابرات الجوية للعمليات الخاصة». وفي دير الزور، هناك سجن المنطقة الرئيسي، وفي اللاذقية «السجن المدني» في شارع المغرب العربي، و«فرع الأمن السياسي»، و«فرع الأمن العسكري»، و«فرع أمن الدولة»، و«فرع المخابرات للقوات الجوية»، و«فرع الأمن الجنائي»، و«مدرسة جول جمال»، و«النادي الرياضي»، و«المقر الرئيسي للقوات البحرية»، مشيرة إلى أنه يتم استخدام ملعب كرة القدم لاحتجاز المعتقلين الآن، بالإضافة إلى المدينة الرياضية. وأهم المعتقلات في المناطق السورية الأخرى، هي «سجن الحسكة المركزي»، و«مركز احتجاز جسر الشغور» في إدلب، و«سجن تدمر»، و«سجن طرطوس».

عن الشرق الاوسط اللندنية

قائمة الموقع
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
طريقة الدخول
بحث
التقويم
«  سبتمبر 2024  »
إثثأرخجسأح
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30
أرشيف السجلات
أصدقاء الموقع
  • مجلة الوقائع الدولية
  • سيريا نيوز
  • الجزيرة نت
  • القدس العربي
  • الشرق الأوسط
  • العربية نت