أهلاً بك ضيف | RSS


الجمعة "غرة رمضان" 1433هـ - 20 يوليو 2012م

أضواء على قيام الدولة العلوية في سورية

الأمر الذي يجهله الجميع هو هل ستصمد تلك الدولة في وجه التحديات ؟

بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

لا شك أن الإعلان عن قيام الدولة العلوية في الغرب السوري وعاصمتها اللاذقية بات قاب قوسين أو أدنى إذ أن المؤشرات كلها تدل على ذلك حتى وإن ظن البعض أن هذا الأمر من المستحيل حدوثه ، بل إنني والمئات غيري نعتقد أن هذا الإعلان لن يطول وأنهم في الترتيبات الأخيرة منه .. والحقيقة لمن لا يعرفها أن الدولة العلوية قائمة أصلا ومنذ أكثر من ثلاثين عاما .. فسورية في عهد الأسدين الأب والابن إنما كانت دولة علوية بكل ما تحمل هذه الكلمة من دلالات فجميع المسؤولين علويون والإدارات والوزارات والأمن والجيش كلها بيدهم فهي إذن دولة علوية ذات أكثرية سنية ، وما غير هذا الحال الان الا "الصحوة الثورية" أو الربيع العربي الذي بدأ بتونس وامتد إلى مصر واليمن وسورية ، فالأمر يستدعي " في نظرهم" في حال عدم عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثورة الى إعلان قيام الدولة العلوية " الخالصة " والتي يمهد لها قيادات وزعامات وشيوخ العلويين منذ عشرات السنين ولن يدع الرئيس بشار الأسد الفرصة تمر دون تحقيق هذا الحلم العلوي القديم .
إن جميع المؤشرات الآن على الساحة السياسية والعسكرية والأمنية بل وحتى الاجتماعية تدل على قرب الإعلان رسميا عن قيام الدولة ، بل إن المراقبين والمهتمين بالشؤون السورية يرون أن أياما فقط تفصلنا عن قيام دولة العلويين برئاسة بشار الأسد وأن تطورات الأحداث الأخيرة من سيطرة سريعة للجيش الحر على مساحات واسعة من الأراضي السورية إنما هو ناتج عن توجه قطاعات كبيرة من الجيش ووحدات عديدة وأسلحة وعتاد إلى اللاذقية وترك مواقعهم الرسمية في المدن والقرى والنواحي التي يسيطر عليها الثوار ، ولا شك أيضا أن توجه البارجات الروسية والسفن المحملة بالأسلحة إلى ميناء اللاذقية إنما هي إشارة واضحة من روسيا وأيضا الصين على موافقتها لدعم الدولة الوليدة ، وأيضا مدها بالسلاح والعتاد والدفاع عنها وإعطائها المزيد من الدعم الدولي لتكون دولة ذات ثقل ووزن على الصعيدين الاقليمي والعربي.
الإعلان عن قيام دولة العلويين تتوقعه كل الأوساط السياسية والعسكرية في المحيط الإقليمي والدولي ولكن الأمر الذي يجهله الجميع هو هل ستصمد تلك الدولة في وجه التحديات خاصة وأنها أقيمت على أشلاء الأطفال وجثث الرجال و النساء وآهات الثكالى والمكلومين .


----------------------------------------------------------------------------------

الأحد 18 شعبان 1433هـ - 08 يوليو 2012م

مناف طلاس وترتيبات الرئاسة السورية

بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

لا شك أن انشقاق العميد مناف مصطفى طلاس عن الجيش السوري وهروبه إلى فرنسا يعتبر حادثا فريدا في مجريات الأحداث السورية الآن ، ولا شك أنها مفارقة عجيبة وغامضة فهو الابن المدلل للنظام وإن كان من الطائفة السنية ، وهو صاحب الامتيازات والمميزات في وضعه ورتبته ، وما يشار من أنه رفض قيادة الوحدة التي هاجمت بابا عمرو أولا ثم دوما ثانيا ما هو إلا تبرير تنقصه الأدلة ، فالمعروف أن النظام السوري لا يقبل الرفض أو النقض من أعداءه فما بال أصدقاءه ومقربيه وهذا ما يزيد أمر الانشقاق غموضا فوق غموض .. فالانشقاق أو الهروب إذا جاز التعبير لم يصاحبه فيديو مسجل على غرار باقي الضباط كما أن المنشق كان جاهزا للسفر إلى فرنسا مباشرة وحظي فور خروجه بالثناء الغربي - الأمريكي - الأوروبي تحديدا ، وبترحيب المعارضة وسعيها إلى التباحث معه ، ولهذا فالأمر غامض برمته ، ولابد أن نشير هنا إلى أن التقارير الواردة من دمشق تشير إلى أن مناف لم يغادر سورية متخفيا وهاربا مثل بقية المنشقين بل كان جهاز المخابرات السورية على علم كامل بكل تحركاته وأيضا بتوجهه إلى تركيا ومنها إلى فرنسا ، وقد سبقته عائلته في خطوة غريبة لم تحدث من قبل لأنه وكما هو معروف فإن معظم أو كل الضباط الكبار في الجيش والأجهزة الأمنية محظور عليهم تسفير عائلاتهم أو خروجهم خارج سورية وإن صح هذا الخبر فإن الأمر يبدو وكأنه أوامر عليا ورغبات من جهات كبيرة جدا بضرورة مغادرة مناف طلاس إلى باريس . ويرى المحللون أن هذه الرغبات ربما لا تكون من القيادة السورية وإنما أمليت عليهم من موسكو بعد اتفاق روسي - فرنسي مؤخرا على خطة لتسوية الأوضاع في سورية وأن هذا الانشقاق ربما هو جزء من هذه الخطة. وباختصار فإن مناف يعتبر صديقا وحليفا للروس في القيادة السورية الحالية وربما لم يجدوا شخصا مناسبا أكثر منه ليقود المرحلة المقبلة في سورية كرئيس يحافظ على التحالف والمصالح الروسية وبنفس الوقت وجها سنيا عسكريا له سجل في عالم الأحداث السورية ، والده مصطفى رجل النظام العسكري الأول لمدة 30 عاما والمقيم حاليا "اختياريا" في باريس وشقيقته تحمل الجنسية الفرنسية ، واخوه فراس رجل الاعمال الشهير وتحديدا في دول الخليج ، وأيضا أجمعت عدة دول على أن مناف يمكن أن يكون صالحا لتولي الرئاسة في المرحلة الانتقالية المقبلة ويمكن أن يكون ضامنا لمصالح الجميع في المنطقة وخصوصا روسيا والصين وإيران فهو ابن النظام وأحد أعمدته وهو من السنة ومن المؤسسة العسكرية وفوق هذا وذاك فهو بعثي وابن الحزب وهذا ما يبعث في نفوس أعضاء الحزب الاطمئنان وعدم الخوف من المستقبل سواء المدنيين أو العسكريين
.
----------------------------------------------------------------------------------

الجمعة 09 شعبان 1433هـ - 29 يونيو 2012م

الأردن والهاجس الأمني في الأزمة السورية

 
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الإجراءات الأردنية بحق بعض السوريين القادمين إليها وكثر اللغط في حق الحكومة الأردنية وأجهزتها الأمنية ، وسواء اتفقنا مع تصرفات الأمن الأردني أو اختلفنا معه إلا أن ما يقوم به هو الواجب الوطني للحفاظ على أمنه وسيادة أراضيه في وقت كثر فيه الشك والتلاعب من جميع الجهات وما الخطوات الأخيرة إلا إجراء بسيط لضمان أمنه وهو حق له وواجب عليه .. فإذا كان الأردن قد أعاد بضعة مواطنين سوريين لأسباب خاصة إلا أنه استقبل ولا يزال عشرات الآلاف من السوريين الهاربين من القمع ومن آلة الدمار الوحشية ، وأغلبهم لا يحمل ما يدل على هويته أو مذهبه أو أي شيء إلا "قوله وحاله فقط" ، وكذلك من قبل استقبل الأردن مئات الآلاف من العوائل التي لجأت إليه في مطلع الثمانينات ولا تزال حتى الآن. إن الأردن بقيادته الحكيمة وشعبه الكريم لا مزاودة عليه فهو على رأي المثل البدوي "راعي الأولة .. وراعي الأولة ما ينلحق" ، لقد من الله على الأردن بقيادة هاشمية من سلالة علي بن أبي طالب وحمزة والحسن والحسين .. سلالة أطهار وأشراف كان هاجسهم الأول إغاثة الملهوف وتقديم يد العون والمساعدة لكل المحتاجين على مر السنين والدهور .. وما تلك الإشاعات والتحريضات التي تنتشر هنا وهناك إلا لمواقف الأردن الناصعة البياض والواضحة كالشمس ، فالأردن أولا ، هذا حقه وحق شعبه وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف وتقديم العون والمساعدة هذا واجب آمن به وعمل عليه وهو مبدأ لم ولن يتنازل عنه الأردنيون الشرفاء بقيادة راعي مسيرتهم وقائدهم المحبوب عبد الله بن الحسين .

 د. رشيد بن محمد الطوخي


----------------------------------------------------------------------------------

الثلاثاء 17 جمادى الثانية 1433هـ - 08 مايو 2012م


صمت الكنيسة في سورية وحياد الدروز

لا شك أن المراقب للأحداث في سورية يلفت نظره أمرين هامين جدا على ساحة التطورات اليومية داخلها ، الأول هو صمت الكنيسة وعدم إدلاء اي بيان حول الثورة السورية بل على العكس تماما لا تزال رموزهم تدعم وتؤازر السلطة والنظام تحت هاجس الخوف والتخويف مما هو قائم ومما هو قادم في حال سقوط النظام وهو ما أدى بالكنيسة السورية إلى تأييد النظام السوري وعدم خروج المواطنين المسيحيين في أي مظاهرة أو تنديد أو ما شابه ، وينطبق هذا على شبه الحياد الذي تعيشه الطائفة الدرزية أو أكثرها - ولا أقول كلها - إذ أن الدروز على ما يبدو خائفون من قلب الموازين فهم يعانون أصلا من كثير من الحرمان ويخشون أن تطالهم "عصا العقوبات" إذا فشلت الثورة أو تأخر انتصارها أو استسلمت سورية لللعبة الدولية التي لا أحد يعرف إلى أين ستتجه ، ويرى هؤلاء المراقبون أن الأقليات في سورية لا تريد الآن الدخول في المعركة التي تقودها الأغلبية السنية خاصة وأن الأكراد لم يحسموا أمرهم كذلك حتى وإن خرجت بعض المناطق الكردية وأعلنت الثورة إلا أن الأكثرية الكردية لا تزال تراقب وتنتظر ومنهم من انضم إلى الآلة الرسمية السورية كالذين يسمون بشبيحة القامشلي وما حولها والمعروف أن المناطق الأكثر اشتعالا هي المناطق ذات الأغلبية السنية وبالذات درعا وحمص وإدلب وريف دمشق والدير ، وإذا صدقت الروايات التي تشير إلى وجود عناصر من إيران أو حزب الله فإن اتجاه النزاع سيتطور إلى طائفي لا محالة لو بقيت تلك الأقليات صامتة مما سيجعل الصراع سنيا - شيعيا وهو ما تروج له معظم وسائل الإعلام حاليا إلا أنه لم يصل إلى حد الإعلان الرسمي لأي طرف ، فإيران وحزب الله نفيا نفياً قاطعا إرسال متطوعين للقتال إلى جانب القوات النظامية السورية ، والمعارضة في سورية سواء الجيش الحر أو غيره لم تعطي دليلا واضحا وحازما على وجود قوات إيرانية تقاتل إلى جانب الجيش النظامي ، ومن هنا يرى المراقبون للأحداث في سورية أن صمت الكنيسة وحياد الدروز ربما مرجعه التخوف من تحول الصراع إلى طائفي وليس وطني وهو ما سيجعلهم في موقف سيء جدا ومحير أيضا خاصة مع ضعف المعارضة السورية أو المجلس الوطني الانتقالي الذي لم يستطع حتى الآن مخاطبة المجتمع الدولي وإقناعه بانه البديل الصالح واللائق للنظام في سورية .

د. رشيد بن محمد الطوخي

----------------------------------------------------------------------------------

شعب سورية الحرة

عام مضى على الثورة ، واكثر من عشرون الف شهيد للحرية ، والعدد في ازدياد ، ولايزال الشعب السوري مصرا على نيلها ، ومصمما على المضي في طريق العزة والكرامة دون ان تنال من همته او تصميمه وهدفه تلك الوعود والاماني والتسويفات والمماطلات العربية والاقليمية والعالمية ، عام مضى والدماء السورية والاشلاء المختلطة بتراب الارض الطاهرة في ازدياد وارتفاع ، فمن درعا الى ادلب ومرورا بكل المدن والقرى السورية " الحرة " يطلب الشعب حريته بدون خوف او تراجع ، يواجه الرصاص بصدور مؤمنة ويموت مبتسما ثمنا لها وهو يزداد تصميما واصرارا كلما ازدادت تضحياته ، انه الشعب السوري العظيم ، فهذا الشعب آن له ان يحيا حياة كريمة حرة يشعر فيها بانسانيته وكرامته التي يحاول الان العالم ان يتاجر بها ، العالم اليوم يشهد والتاريخ يسجل للاجيال القادمة ان هذا الشعب ليس كمثله شعب ، وان التضحيات التي يقدمها ثمنا للحرية ليس كمثلها تضحيات فلم يدفع شعب آخر فاتورة الحرية كما يدفعها الشعب السوري الان ، لان المقاييس تختلف فهو يواجه رصاص ومدفعيات من من المفترض انهم لحمايته وليس من عدو خارجي معلوم ، دماء وشهداء واشلاء واستغلال وتشرد ، ومخيمات ولاجئين ومعتقلين وكل هذا لانهم طلبوا حريتهم ؟ فاين ماكنا نسمعه عن ديمقراطية سورية ؟ وعن انتخابات سورية؟ وعن ممثلي الشعب في البرلمان المنتخب ؟ وعن غير ذلك من الخداع والاكاذيب المتواصلة على الشعب السوري طيلة عشرات السنين ؟ لقد وصل الحال في سورية الى حد القول علنا " اما ان يكون الاسد او لاتكون البلد ؟ فهل سجلها التاريخ من قبل لاحد ؟

د. رشيد بن محمد الطوخي



-------------------------------------------------------------------------------

إنما عظيم النار من مستصغر الشرر


هذا المثل كثيرا ما كنت أسمعه من الآباء والأجداد ولكن لم نكن نفكر فيه كثيرا وربما لأن الأوائل كانوا كثيري الحكم والأمثال وكانت كل أعمالهم وتصرفاتهم وحتى أقاويلهم خاضعة لموازين وضوابط وتنطلق من مفهوم تلك الحكم والأمثال . ما حدث في البلاد العربية منفردة أو مجتمعة إنما من صغير الشرر .. فالشاب الذي أحرق نفسه في تونس "بوعزيزي" لم يعطه أحد أي اهتمام وقت الحادث فكان ما كان ، وأطفال درعا لم يعرهم النظام السوري أي اهتمام كذلك فكان ما كان من عظيم النار التي بدأت تأكل الأخضر واليابس في المنطقة العربية . وإذا ما رجعنا للأسباب الدافعة فإننا سنجد عشرات السنين من الألم والحرمان والعذاب والتيه والتشرد والسجن والجوع وما شابه سواء في سورية أو في كثير من البلاد العربية التي ثارت والتي لا تزال وأيضا التي تترقب . ولعلنا نعلم جميعا أن العامل المشترك في تلك الثورات كلها هو "النظام" القائم على الخداع والغش والتحايل والأكاذيب من صناديق الاقتراع وحتى تعيين أصغر مدرس أومدير مدرسة وهذا سر عدم اشتعال ثورات في دول تحكمها أنظمة صادقة مع نفسها ومع شعوبها .. إننا في سورية نتطلع إلى الأمن والسلام وإلى التعايش والوئام والوحدة الوطنية ونرفض كل المحاولات لجعل الثورة طائفية أو الصراع ذو صفة دينية أومذهبية  ، ما يريده السوريون هو حياة كريمة وآمنة وما يتطلع إليه السوريون هو سلام وأمان حقيقيان وحرية وكرامة فقدوها على مدى عشرات السنين . نعم في سورية كما في تونس ومصر وليبيا كانت تلك النيران من صغير الشرر إلا أن الذي أشعل تلك النيران في درعا هم أطفال خطت أيديهم طريق الخلاص وكأن القدر يريد أن يقول أن ما عجز عنه الكبار قام به الصغار .. فتحية لأطفال سورية من درعا وحتى إدلب وألف تحية وإكبار لأطفال حمص وحماة ودمشق ودير الزور وكل بلادي الحبيبة .

د. رشيد بن محمد الطوخي

قائمة الموقع
إحصائية

المتواجدون الآن: 2
زوار: 2
مستخدمين: 0
طريقة الدخول
بحث
التقويم
«  سبتمبر 2024  »
إثثأرخجسأح
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30
أرشيف السجلات
أصدقاء الموقع
  • مجلة الوقائع الدولية
  • سيريا نيوز
  • الجزيرة نت
  • القدس العربي
  • الشرق الأوسط
  • العربية نت