الثلاثاء 18 جمادى الأولى 1433هـ - 10 أبريل 2012م
بنت اللاذقية "ريما الدالي" طالبت الجميع بوقف العنف فتم اعتقالها بعد سبها وضربها
فوجئ
المتابعون للوضع السوري حول العالم بمشهد مصور لا يتعدى الدقيقة، تظهر فيه
فتاة جريئة شابة في مطلع العشرينات من العمر ترتدي رداء أحمر، بينما تقف
في وسط نهر الطريق المزدحم بالسيارات المواجه لمبنى البرلمان السوري رافعة
لافتة تحمل عبارة بسيطة؛ لكنها معبرة: «أوقفوا القتل، نريد أن نبني وطنا
لكل السوريين»، فيما وقف عدد من المارة يصفقون بحرارة قائلين: «برافو». سر المفاجأة، بحسب عدد من المتابعين، لم يكن من جراءة الفتاة الصغيرة،
فالشعب السوري أثبت جراءته بكل أطيافه منذ زمن بعيد.. ولكن أغلب المندهشين
كان دافعهم هو الموقع الذي تقف فيه الفتاة، في عقر دار النظام السوري. ولم تكن النهاية، التي لم تظهرها اللقطات المصورة، سعيدة.. إذ أكد الناشطون
السوريون أن الفتاة الشابة تم القبض عليها ضمن مجموعة من الشباب من قبل
الأمن السوري، الذي اقتادهم إلى مكان مجهول، بعد استخدام العنف معهم وتوجيه
أبشع أنواع السباب إليهم، بحسب شهود عيان. الشابة ذات الرداء الأحمر، كما يؤكد بعض معارفها، هي ريما علي الدالي التي
تتحدر من اللاذقية ودرست الحقوق في جامعة حلب. وكانت ريما ضمن مجموعة من
المعتصمين السلميين أمام مبنى البرلمان السوري، اعتراضا على العنف الدائر
في أرجاء بلادهم منذ ما يزيد عن عام، والذي راح ضحيته أكثر من 10 آلاف
قتيل، إضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين والفارين من الجحيم
الدائر في بلدانهم.