الخميس 05 جمادى الثانية 1433هـ - 26 أبريل 2012م
ابتكر النظام السوري وسيلة جديدة لمعاقبة الشعب على ثورته وانتفاضته، ولعل
انتشار أكوام القمامة في تلك المدن هي آخر ابتكاراته في هذا المجال. ريف دمشق، حمص، حماة، دير الزور وإدلب، جميعها مدن تتلقى انتقام النظام
السوري بشتى الطرق، وفي بعض الأحيان بطرق يصعب على أي إنسان متحضر ينتمي
لهذا العالم تصديقها. موظفو القطاع العام المسؤولون عن جمع القمامة وترحيلها في إجازة مفتوحة،
وتبدو هذه الإجازة مجزية المردود، إذ أنها مدفوعة مسبقاً مع مكافآت تكبر
كلما عبر ذلك الموظف عن إخلاصه، والتعبير عن الإخلاص في هذه الحالة يتمحور
في حمل الهراوات والعصي الكهربائية التي تم توزيعها عليهم، والخروج لتفريق
أي مظاهرة تخرج هنا أو هناك، وكلما زاد عدد ضحايا تلك العصي كلما نال
الموظف علاوة ومكافأة أكبر. صيف سوريا شديد الحرارة، والحشرات بدأت بالظهور وبأعداد ضخمة على أكوام
القمامة المتروكة في الشوارع، ما جعل الناس في يقين من أن انتشار الأمراض
أمر محتوم.