الثلاثاء 24 جمادى الثانية 1433هـ - 15 مايو 2012م
اعتصامات درزية في السويداء بعد حملة اعتقالات
تدخل
المناطق الدرزية في سوريا رويدا رويدا في أجواء الثورة السورية، على الرغم
من «التعقيدات» التي يفرضها وضع الدروز في سوريا. وشكل إعلان تجمع «أحرار
سوريا» في جبل العرب، الذي يضم 200 شخصية درزية، خطوة إضافية في هذا
المجال، في حين أعلنت تنسيقية السويداء في الثورة السورية، أن اعتصاما نظم
صباح أمس في قرية سهوة بلاطة بمحافظة السويداء أمام منزل الشيخ حمود
الحناوي، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
وكانت قوات الأمن قد شنت حملة مداهمة لحي الدبيسي بمحافظة السويداء بعد
المظاهرة التي جرت أول من أمس ونادت بإسقاط النظام، واعتقلت 5 أشخاص بينهم 3
فتيان في الخامسة عشرة من أعمارهم كانوا موجودين في المكان. وبعد مرور
ثلاثة أسابيع على إعلان تجمع «أحرار سوريا» في جبل العرب، أصدر
التجمع بيانا يوضح فيه هدفه ودوره السياسي، ويؤكد على دعم الثورة بكل
الإمكانات التي يملكها في المناطق السورية. وأشار البيان إلى أن التجمع لا
يسعى في الوقت الراهن للانضمام إلى أي كيان سياسي معارض، لأنه أنشئ لدعم
الثورة والحراك على الأرض ويمثل نفسه سياسيا بشكل مستقل والأفراد والتجمعات
فيه، ولا يدعي تمثيل منطقة أو فئة، بل إن بابه مفتوح لكل السوريين
للانضمام لخدمة الثورة، كما أن أعضاءه قاموا ويقومون بمجموعة من اللقاءات
والتشاورات مع تكتلات ثورية أخرى، من أجل توحيد القوى لخدمة الثورة والرؤية
الوطنية الواسعة وأوضح البيان أن هذا التجمع خرج بناء على اتحاد إرادة
شخصيات وتكتلات وطنية
من محافظة السويداء في الداخل والخارج، وكبادرة للرد على محاولات النظام
في عزل السويداء عن الثورة الشعبية المشتعلة في سوريا ولتأكيد مشاركتها
بها، وكانت هذه الخطوة هي الأولى من أجل المساهمة في حراك المحافظة مع
الكتل الأخرى الموجودة في الداخل - إن كانت داخل التجمع أو خارجه - وضمن
روح التعاون والمحبة، ومن ثم بدء العمل من خلال التجمع للوصول إلى تكامل مع
القوى الثورية الوطنية الأخرى في سوريا، ومنها لجان التنسيق المحلية،
والاندماج مع قوى أخرى ليصبح التجمع أكثر قوة واتساعا. وأوضح شادي عزام،
عضو الأمانة العامة والناطق الإعلامي لتجمع أحرار سوريا،
أنه تم إسقاط مصطلح «جبل العرب» عن التجمع والاستعاضة عنه بـ«محافظة
السويداء» التي كثيرا ما حاول النظام وضعها خارج إطار الثورة وإيهام أهلها
بأن النظام يحميهم من الطائفة السنية، وزرع فيها الشبيحة والمأجورين. كما
أنه يعمد إلى قتل عناصر من السويداء في الجيش السوري ويتهم أهل درعا
بقتلهم، في محاولة منه لإيقاع الفتنة الطائفية بينهما.